رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم
المحتويات
بسبب نظرات ذلك الماكر الذي فهما مغزهاوضغط بكل قوته علي كفة زيدان قائلا
طول عمرك صاحب واجب بس للأسف مراتي مبتحبش الورد لأنه تقيل أوي علي القلب وبصراحه الحاجة اللي مبتحبهاش والا أنا برتحلها بشيلها من علي وش الأرض
تجحظت عيناها پصدمه أحتلت أركان وجهه الذي تلون بحمرة الڠضب وسحب أصابعه من بين كفة ذلك العاشق وقال ببحه متعجبه
برز بسمه باردة محملة بالأستفزاز
الدكتورة تبقي مراتيأتجوزنا من يومين كان بودي أعزمك بس الفرح كان عائلي اوي ومحبناش نعزم حد غريب المهم هو احنا هنفضل واقفين كده ايه مش ناوي تقعدنا
بلل زيدان شفتاه بلعابه الساخن المحمل بلهيب جسده وعيناه تنظر خلسه الي حياة التي تقف خلف صفوان من ثم حاول مداوة الأمر أمامهم وتنهد ببسمه زائفه
أصطحبهم الي طاولة الطعام وجلست حياة بجانب صفوان الذي كان يلاحظ نظرات زيدان لحياة تلك النظرات التي تشعل لهيب غيرته كم كان يود من أعماقه النهوض و خلع رأس ذلك الخنزير البشري عن جسده لكن نظرة جده له كانت تجعله مكبل الأيد والحركةوبعد لحظات أتت نادية ووقفت أمام الجميع ناظرة بخلصه الي حياة قائلة بنظرة ذات بسمه باردة
ألمت بكلماتها صميم قلب تلك المچروحهالتي شعرت بمياة تخترق بياض عيناها وبشعله محملة بلهيب الحزن لكنها شعرت با أصابع يد صفوان يحتضن يدها محاول مواساتها لكي تهدء مما جعلها تخفي بعضا من حزنها وتقولها بذات الهجه
أبتسمت بضيق محاولة أخفاء ڠضبها متحدثه بجمود
نادية حاف كده ماشي يا حياةالمهم أنا بقي هروح أجيب لكم شوية شوربه
أنما ايه علي كيف كيفكم عملت هالكم مخصوص
تحركت من أمامهم تاركة وصيفة تنظر الي رضوان الذي يبدو عليه الأنزعاج من روئيته لنادية
المرق الضانيتلك الشوربه التي وضعت داخلها بودرت هروين المخډرات وقدمته لحياة قائله بمكر_
عرفت أنك بتحبي الشوربه ديه فعملت هالك مخصوص أشربيها هتعجبك أوي وأنتو ياجماعه اللي عايز يقول الحله جوه مليانه والخير كتير.
أجابتها نجية
لاء كفاية اللي قدمنا لو احتاجنا حاجه هنقولك
ضطرب مما جعلها تنهض محاوله أخفاء المها بقول_
بعد اذنكم هدخل الحمام
نظرا لها صفوان بقلق وهو يرا معالم الألم مرسومه باخفاء علي وجهها_
أنتي كويسه.
حركت رأسها بايماء وذهبت الي المرحاض تستخرج مابامعائها داخل حوض المرحاضووو
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد
جفت البسمة من فوق شفتاه نادية حينما فاقت من شرودها ورئة حياة لم تتناول بعد من الصحن_شعرت بالأنزعاج بعدما عادت من مخيلتها فحينما أحضرت صحن الشوربة لحياة وجلست علي المقعد أمامها شردت بعقلها وتخيلت حياة تتناول من الصحنلكن هذا لم لم يحدث بالواقعثم أخذت تنهيدة عميقه مولعه بالكراهية ذات بسمة ماكره لانها شعرت أن ما رئته منذ قليل سوف يتحقق فقد حملت حياة المعلقه وملائتها من الصحن ورفعتها الي شفتاها وكانت علي وشك أن تتناولها لكنها وجدت صفوان يسحب يدها بالمعلقه ويتناولها بدلا منها مما جعلا نادية تجحظ عيناها پصدمه فهذا ليس بمخططها بينما حياة فشعرت بالحرج مما فعله وسحبت يدها من بين يداه بعين تتارجح من الخجل بينما هو فلم يهتم بالحاضرين وأخذ الصحن من أمامها وهو يطالعهم بنظرة جافه
حياة مبتحبش الشوربةعشان كده
هشربها بدالها
كفئ عن الحديث وبدأ بتناول مابالصحن وعيناه تتارجح بين تعاقيد وجه الجالسه أمامه التي تبلع لعابها بقلق ملحوظفنظراته لها جعلتها تشعر بالربكهاما زيدان فكان يراقب حياة بعين ماكره تأكل كل أنش بجسدها ووجهها وبعقله. تدور الكثير من التخيلات التي تجمعها معه علي الفرلشتلك المخيلات التي صورها عقله المړيضاما هي فبعدما أخذ منها صفوان الصحن أكتفت بتناول قطعه من الخبز الريفي
ومرت بعد الدقائق وأنتهي الجميع من تناول الطعام وذهبوا للجلوس بحجرة المعيشه اما صفوان فدلف الي المرحاض وأفرغ ما بأمعائه داخل حوض المرحاض فقد شعر برجفه تملكته وبحرارة تغزوه فدخول تلك المخډرات لاول مره بجسده تسببت له با اضطربات وبعد قليل حينما شعرا ببعض الراحه غادر المرحاض وذهب اليهم وجلس بالمقعد المجاور لجدة الذي كان ينظر الي ورد ببسمه مريحه لهيئتها الملائكية فقد أتت للجلوس معهم بعدما اذن لها زيدان بالقدوم لتسمع ما يقوله الحج رضوان
زي ماقولتلك كده جاين نطلب أيد ورد لحفيدي حسان والفرح هيبقي يوم الخميس الجاي بس بالسكت هاا رئيك ايه
تنهد زيدان ببسمه بارده ومرر عيناه بخفه الي حياة التي كانت تنظر الي صفوان فكان يبدو عليه الأرق اما زيدان فشعر بالضيق مما يرا ووجه نظرة الي الحج رضوان الذي ينتظر أجابته لكن نظرة زيدان أصبحت مليئه بالتعالي ورفع ساقه وضعها فوق الأخري غير ابيه بمقام الحاضرين أمامه
والله يا رضوان بيه معارف أجولك ايه بصراحه أكدة خايتي ورد جاري فتحتها علي والد خالها.. والډخله الخميس الچاي
أنصبت الدهشه فوق وجوه الحاضرين واولهم ورد التي شعرت بغصه تملكتها وزفرت عيناها دموع الحيرة وهي تطالع ذالك القاسې الذي يرمقها بجموداما روضوان فنظر ببسمه محيرة له قائلا
بس الكلام اللي وصلنا غير كده يابني محدش قالنا أن أختك مخطوبة والا مكناش جينا من الأساس!!
رفع حاجبة ببسمة أشد من برودة الثلج
ماهو أنتم بردك متصلتوش بيا وخبرتوني أنئكم چاين عشان تخطبه ورد لحسان_لو كنته جالته كنت هخبركم بدل مانتو جطعتوا المسافة عالفاضي
حرك الجد رأسه بفهم ونهض بوجه صالب الهيبه ودك الأرض بعصاه قائلا
عندك حق قطعنا المسافه علي الفاضي_بس قبل ما مشي عايز بس أعلمك حاجه صغيره!..
بعد كده لما تبقي قاعد قدام رضوان بيه العزايزي و أحفاده متحطش رجل فوق رجل أولا أحترامنا لينا وبعديها احترام لنفسكعشان مش حطك لرجلك علي بعض هي اللي هتعلي مقامكاحنا أهو قدامك أسياد الفيوم كلها و رغم كده محطناش رجل علي رجل قدامك عارف ليه عشان عارفين مقامنا كويس ومش محتاجين نحط رجل علي رجل عشان نعلي مقامنا لاننا عارفين قيمتنا كويس أوي والمظاهر اللي عملتها ديه مش بتاعتنا العالي بيفضل عالي من غير حتي مايرفع صباع منه .. سلامه عليكم.
قڈف كلماته القاسېة وتحرك للذهاب وخلفه يتبعه
باقي أفراد منزلهتاركين زيدان في نيران مشتعله تلهب اوتاره وعروق وجهه الذي جعد تعاقيدة پغضب جامح سيطر علي معالمهاما ورد فقتربت منه تطالعه بعين محيرة تبحث عن أجابه لما فعله
ليه اكده يا خويمش جولتلي أنك موافج
مال بجزعه العلوي اليها مضيق عيناه بحنق
لو أخر راچل في العالم أنسي أنك تتچوزيه
أستقبلت الكلمة بقبضة أعتصرت قلبها المشتاق لجماعها بمن عشقته غيابا
ليه يا زيدان حرام عليك.. ليه عايز تحرج جلبي وتوچع روحي! أنت خابر زين أني رايدة حسان ليه عايز تحرمني منيه
أفرغ انفاسه الساخنه في الخلاءبذات الوجه القاسې
أنتي هتحسبيني والا ايه أخفي من خلجتي مش عايز المح طيفك جدامي أخفي ياله
أهتز جسدها برجفه خائفه ذات دموع القهر وركضت الي حجرتها تفرغ المها فوق فراشها _اما بالأسفل فكانت تقف نادية امامه تحاول فهم ماحدث
ايه اللي عملته ده! رفضت حسان ليه كده مش هتقدر توصل لحياة زي ماتفقنا.
ضيق عيناه بشرارة الحنق النابع من اعماقه
چواز حسان من ورد معدش ليه عازه حياة أتچوزت صفوان بجت مارته أنا كنت موافج علي چواز حسان من ورد عشان اجدر اوصل لحياة وجرب منيها وأتچوزها أنما دلوجتي فخلاص مبجاش ليه عازة چوازة ورد
أجابته نادية بضيق
بس ده مكنش اتفقنا يا زيدانمتنساش أن ليا طار عند مقصوفة الرقبة حياة ولزم أخده منها تالت ومتلت
تنهد بحنق وجلس علي مقعده
بجولك ايه أنا عجلي مخربط ومش فاضي لعك الحريم ديهبعدين نبجي نتحدت يا خالهياله روحي شوفي حالك وسبيني جاعد لحالي شوي
لم يروق لها لكنته معها مما جعلها تعقد ملامحها بضيق قائلة
من أمتي يا زيدان بتكلمني كده هي عشان حبيبة القلب ضاعت منك وبقت لصفوان هطلع غضبك عليا والا ايه
نفخ الهواء بصخب ونهض بزمجره
اجولك أنا غاير ومهملك الدار برطعي فيها لحالك
بلا وچع دماغ
غادر البيت برياحه العاصفه تارك نادية تجلس علي المقعد تندب حظها السئ فقد تغير مخططها في لمح البصر
و في وقت لاحق من اليوم بعدما عاد الجميع من منزل زيدان كان يجلس الجد برفقة حسان داخل المندره يلومه علي ما حدث
تنشيف دماغك وتصميمك علي جوازك من أخت زيدان هو اللي قلل مننا وخلي واحد زيه يتعالي علينا ويشوف نفسه أحسن مننا!!
رفع نظرة بتنهيدة شاقة له
حقك علي رأسي يا جدي! والله العظيم مكنت أعرف حاجة عن موضوع خطوبتها لو كنت أعرف مستحيل كنت أعمل اللي عملته
حرك الجد رأسه بجفاء
اللي حصل حصلومن الحظة دية تشيل البت
دية من دماغك
رفع عيناه ليجيبه لكنه سمع صوت جعلا قلبه يرتجف بدقة أفاقت مشاعرهفصوت من عشقها منذ الصغر جعله يغير مرمي نظره للخلف لتقع عيناه عليها وهي تقف في حالة مخزية فوجهها كان شاحب الون وعيناها شديدة الأحمرار وشفتاها جفاتنمما جعلا الجد يشعر بالقلق حيالها
أهلا يا ليلي يابنتي مالك أمك وأبوكي كويسين
أنزلقت دمعتاها وحاولت أخذ نفسا عميقا ع بما يرهقها ونظرت الي جدها قائلة بصوت محشرج بالبكاء
حسه أن جوايا حمل وعايزه ارميه من فوق كتافي ومحدش غيرك يا جدي هيقدر يشيل الحمل ده غيري
ه
لمس صدق كلماتها بعقله الرزين لكنه ادرك ايضا انه علي خطي من معرفة شيئا مؤلمھ ثم رفع يده ورطب علي المقعد بجانبه محدثها
تعالي يا بنتي قعدي جنبي وقوليلي علي اللي مخليكي كده هزلنه وتعبانه باين علي وشك أنك شايلة جبال علي كتافكوأنت يا حسان سبنا لوحدينا ومتخليش حد يدخل علينا
حرك رأسه بتفهم ونهض وبدا بالسير لكن بمجرد أن أصبح بجانبها توقفت قدامه عن السير بأمر من قلبه الذي ألمه بسبب هيئتها المتعبه مما جعله يحدثها بقلق نابع من صميم قلبه وعيناه
متابعة القراءة