الأميرة_الصامتة
الأميرة الصامتة
ظنها في أن أهلية جاقدي لم تؤخذ في الحسبان فأعلنت
رأيها بحرارة وحماس.
وحملت أخبار تكلم الأميرة الصامتة مرة ثانية إلى السلطان
في قصره. لكن بقيت مرة واحدة لتجبر فيها على الحديث.
وحين كان الفتى جالسا في حجرته أعلمه البلبل أن الأميرة
كانت في حالة هياج شديد لأنها خدعت وتكلمت للمرة الثانية
فحطمت حامل المصباح إلى قطع صغيرة. وفي مساء اليوم التالي
وفي المقابلة الثالثة والأخيرة لم تجد الأميرة مزيدا من اللطف
المعتاد ولما رفضت أن تفتح فمها حول الأمير قواه الحوارية نحو
الباب. حكى الباب الطائر خلف الباب القصة التالية
سافر ذات مرة نجار وخياط وصوفي معا. ولما وصلوا إلى
إحدى المدن استأجروا سكنا مشتركا وافتتحوا عملا تجاريا.
وأشعل الشيبق غليون طويل وصنع شكلا لفتاة فاتنة من قطع
الخشب الصغيرة الملقاة على أرضية الغرفة. وبعد فترة قصيرة
استيقظ الخياط وأبصر الشكل فخاط له رداء مناسبا وألبسه
وعاد إلى فراشه وعند الفجر استيقظ الصوفي وأبصر شكل
الفتاة الجميلة فصلى الله ودعاه أن يمنحها حياة. استجيبت صلاة
عينيها كما يصحو المرء من حلم.
وعندما استيقظ الآخران جلس الرجال الثلاثة يتجادلون
حول ملكية المخلوق الجميل. فمن الذي يستحقها حقا وعدلا
في رأيي أن النجار هو الذي يستحقها. بهذا جزم البلبل.
أما الأمير فظن أن الفتاة من حق الخياط وكما في المناسبتين
السابقتين احتدم الجدل من جديد. واشتد غيظ الأميرة إذ أهملا
من الآخرين. وهو من يجب أن ينالها. إنها مدينة بحياتها له
وهي لذلك من نصيبه هو لا من نصيب أحد غيره.
وما كادت تكمل حديثها حتى بلغت الأخبار السلطان.
وعندئذ ظفر الأمير بالأميرة عن جدارة. ارتدت المدينة كلها
حلة المهرجان وبدأت الاستعدادات لحفل الزواج. ود الأمير
مع ذلك أن يحتفل بزواجه في قصر أبيه فكانت البهجة عظيمة
يوما وأربعين ليلة والمرأة العجوز التي كسرت جرارها عينت في
القصر مربية وهو المنصب الذي شغلته بسرور حتى آخر أيامها