قصة صاحب الجنتين وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف

قصة صاحب الجنتين وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف

موقع أيام نيوز

 ولا يستحقُّ العبادةَ إلا الله، وأنّ النعمة يجبُ أن تُقابلَ بشُكر الله عليها، وأدرك أنهُ أخطأ أكبر الخطأ حينما منعَ الصدقةَ، وحرم الفقراءَ والمساكين من حقهم في هذهِ النعمة.[٤]

 حكمة ذكر القرآن قصة صاحب الجنتين يَضربُ القرآنُ الكريمُ أمثالاً واقعيةً ذاتُ تأثيرٍ بالغٍ، وفيها العِبَر العظيمةِ؛ والقصدُ مِن وراءِ إيرادِها تثبيتُ قلبِ المؤمنِ، وتقويةُ صِلَتِه وعلاقتِهِ باللهِ، ونزعِ الكُفرِ وخُبثهِ مِن قُلوبِ العبادِ، فقد وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ قصَّةَ رجلٍ جمحَ عن دعوةِ الحقِّ، وآثرَ الضلالةَ والكُفرَ على الهُدى والإيمان، وكانَ لهُ جنتانِ، وهما بُستانانِ عظيمان، فافتُتِنَ بجمالِهِما، وأنكرَ البعثَ والآخرة[١١]، وضُرِبَ هذا المثل ليُبيِّنَ عاقبةَ مَن غرَّتهُ الحياةُ الدُنيا وآثرَها على الآخرة؛ فأعماهُ مالُهُ وسُلطانُهُ، ولم يستجب لِنُصحِ الناصحين، ولم يتَّعِظ بمن سبقهُ، ولم يأخذ العِبرةَ فأغواهُ الشيطانُ، فوقعَ في شرِّ الخطيئةِ والمعصيةِ. 

قصة أصحاب الجنة من سورة القلم نستعرض كيفية عرض السورة الكريمة للقصة مع بعض التفسير والبيان فيما يأتي:[١] تبدأ القصة بوصف أصحاب الجنة وهم يحلفون الأيمان أن يقطفوا الثمار صباحاً، وألا يعطوا الفقراء منها شيئاً، ولم يقولوا إن شاء الله، قال -تعالى-: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ* وَلَا يَسْتَثْنُونَ)

ولكن إرادة الله -سبحانه وتعالى- سبقتهم إذ أرسل عليها ناراً فاحټرقت، وهم غافلون في نومهم، فأصبحت سوداء كالليل، قال -تعالى-: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ* فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ).[٣] ذهاب أصحاب الجنة لقطف الثمار تصورهم الآيات وهم يتحادثون في وقت الصباح ليذهبوا لقطع ثمارهم إن كانوا ما زالوا على عزمهم الذي اتفقوا عليه، قال -تعالى-: (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ* أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ).[٤] الاندفاع لقطف الثمار تصورهم الآيات وهم يندفعون مسرعين لتنفيذ خطتهم، ويوصي بعضهم بعضا بما اتفقوا عليه من حرمان الفقراء نصيبهم من الثمار، فقد ذهبوا بعزم وقدرة على القيام بما يريدونه على حد زعمهم، قال -تعالى-: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ* أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ* وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ).[٥] فزع أصحاب الجنة عند رؤية جنتهم فلما وصلوا إلى جنتهم صدمتهم المفاجأة، فظنوا أنهم قد أخطأوا الطريق ووصلوا إلى مكان آخر، وبعد التفكر والتثبت من الأمر وصلوا إلى الحقيقة المرة، بأنهم حُرموا ثمار الجنة بسبب عزمهم السيء، قال -تعالى-: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ* بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).[٦] توبة أصحاب الجنة بعد فهم ما حل بهم عاد إليهم عقلهم، وذكّرهم أخ لهم أنه كان يجب عليهم قول إن شاء الله،

 وأدركوا أنهم كانوا ظالمين لأنفسهم وللفقراء، وأن الله -سبحانه وتعالى- لم يظلمهم بحرقه لجنتهم، ثم أخذوا يرجون منه -سبحانه وتعالى- أن يعفوا عنهم ويغفر لهم،

 قال -تعالى-: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ* قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِين* فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ* عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ).[٧]

تم نسخ الرابط