قصة الباب الممنوع

قصة الباب الممنوع

موقع أيام نيوز

في قديم الزمان كان هناك تاجر ثري يسكن بمدينة دمشق (الفيحاء)، كان يتسم بالحكمة والثراء الفاحش وكان يعمل في تجارة الأقمشة باهظة الثمن المصنوعة من الحرير وخيوط الذهب، كان لديه ابن يدعى “إبراهيم” والذي كانت حياته هانئة لأبعد الحدود، فقد كان الابن الوحيد للتاجر ومعه شقيقتين، فكان يلاقي اهتماما بالغا من والده ووالدته، ترعرع “إبراهيم” وسط أجواء مملوءة بالملوك والأمراء والقضاء والنبلاء، فكانوا جميعهم يأتون لوالده ويشربون بجواره القهوة الساخنة فور انتقائهم لأغلى الثياب.

لاحظ والد “إبراهيم” بحكمته الطيش في تصرفات ابنه، ومهما حاول معالجة هذا الأمر إلا إنه كان يكبر مع ابنه، فقرر الوالد في نهاية أيامه عندما شعر بدنو الأجل أن يهيأ الأمر لمن بعده لكيلا يشقوا بعد رحيله، فقام بتقسيم التركة على ابنه وابنتيه وزوجته، فترك لزوجته وابنتيه ما ترك متبعا شرع الخالق سبحانه وتعالى، وترك نصيب ابنه وأوصاه العديد من الوصايا ولكن دون جدوى، فما إن رحل والده عن الحياة حتى صار يعبث بأمواله هنا وهناك وصار يبيع ممتلكاته حتى أنه فاض به الحال فباع قصره بكل ما فيه.

وبعد قليل من الشهور صار فقيرا معدما فاضطر للعمل، ونظرا لكونه عاش طوال حياته حياة الترف والبزخ من بعد والده فلم يجد مهنة تناسب ما تعود عليه آنفا، فصار حمالا يحمل المعدات والأدوات بمتجر والده الراحل بعدما فرط فيه وباعه بأبخس الأثمان، وفي يوم من الأيام بينما كان جالسا متعبا لا يقوى على تحريك جزء من جسده بسبب كثرة الأثقال التي حملها على ظهره المدلل وجد شيخا طاعنا في السن يقترب منه وكأنه يريد أن يسأله عن شيء ما.

فأجابه “إبراهيم”، وكان سؤل الشيخ أنه يريد خادما له، فأعطى “إبراهيم” عرضا لا يمكن لأحد أن يزهد فيه، وفر له سكنا خاصا ومطعما وملبسا في نظير مبلغ من المال وفير ومغري للغاية في نهاية كل شهر، سأله “إبراهيم” عن العمل الذي سيقوم به في نظير كل ذلك، فأجابه العجوز أنه لن يفعل شيئا إلا خدمة عشر من الشيوخ الطاعنين في السن الذين لا يقون على فعل أي شيء في الحياة، سر “إبراهيم” كثيرا بالعمل الجديد، فمهما كانت المهام بكل تأكيد فإنها لن تضاهي العمل حمالا بالسوق.

سار “إبراهيم” يتبع الرجل العجوز، وصارا يسيران في شوارع جانبية حتى وصلا لزقاق ضيق وفي نهايته كان هناك منزلا فارهًا يفوه منه عبير زهرة البرتقال وتعبأ المكان بأكمله، وفي منتصف المنزل بحيرة من المياه الصافية، بالمنزل هدوء وسکينة ذكره بمنزله مع والديه عندما كان صغيرا، أمسك بيده العجوز وهمس له في أذنه قائلا: “يا إبراهيم مهما رأيت من ضيق وحزن دفين بقلوبنا نحن العشرة رجال لا تسألنا عن سبب حزننا، وإن رأيت عبرة في عيوننا فلا تسألنا عن سببها أيضا، إياك والسؤال”.

فأومأ “إبراهيم” رأسه بالموافقة، وبذل قصارى جهده في توفير السعادة لهؤلاء الرجال التعساء ولكن دون جدوى، فكان أكلهم أبسط ما يكون على الرغم من كونهم أغنياء، وعندما يأكلون لا يأكلون إلا الشيء اليسير الذي يسد جوعهم وحسب،

 

تم نسخ الرابط