روايه مزرعه الدموع (جميع الفصول كامله) بقلم منى سلامه

روايه مزرعه الدموع (جميع الفصول كامله) بقلم منى سلامه

موقع أيام نيوز


واقفه معاه امبارح .. وقال ايه بتقولى أنها حب الطفوله والمراهقة بالنسبة للبشمهندس
صمتت قليلا ثم قالت پغضب مكتوم 
خليها تشبع بيه
حاولت سماح التخفيف عنها قائله 
طيب خلاص متضايقيش نفسك .. ولو حد فيهم حاول يكلمك بعد كده متعبريهوش
نهضت ياسمين ولفت حجابها وقالت ل سماح وهى تحمل حقيبتها 
أنا

همشى بأه يا سماح

قالت سماح برجاء 
خليكي أعده شوية يا ياسمين .. أيمن آعد مع عمر وأنا هفضل أعده لوحدى
قالت ياسمين بأسف 
معلش يا حبيبتى نفسي أعد معاكى أكتر .. بس انتى عارفه بخاف أمشى بالليل خاصة انه طريق سفر
فعلا معاكى حق .. خلى بالك من نفسك وطمنين لما توصلى
قبلتها ياسمين وخرجت مسرعه دون أن تنظر للرجلان الجالسان فى الصالون .. أغلقت الباب خلفها فنهض عمر قائلا 
يلا أشوفك بكره 
ابتسم
أيمن قائلا 
متعد شويه يا ابنى
توجه عمر للباب قائلا 
زهقت منك .. يلا سلام
فتح عمر الباب ثم أغلقه مرة أخرى والټفت الى أيمن قائلا 
فين صنيه المكرونة بتاعتى
نظر له أيمن بدهشة قائلا 
انتى هتاخدها بجد
قال له عمر بجديه وعيونه تلمع من المرح 
أمال هسيبهالك .. يلا هاتها
دخل أيمن ليجد سماح التى كانت تستمع الى الحوار تمد يدها بالصنية المغلفة وهى تحاول كتم ضحكاتها .. عادر أيمن اليه وهو يضحك قائلا 
والله أنا أول مرة أشوف ضيف يجبر صاحب البيت انه يعزمه على الغدا .. ومش بس كده لأ ياخد باقى الأكل معاه وهو مروح
ابتسم عمر قائلا 
خلاص هتذلنى .. عليا ليك عزومة ان شاء الله
حمل عمر الصنية ونزل بسرعة .. رآى ياسمين واقفه تنتظر سيارة أجره .. فأسرع الى سيارته ووضع فيها ما يحمله .. نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله فى نفسها معقول خد الصنيه وهو نازل ده يبقى مچنون رسمي .. أوقفت التاكى وركبت ثم ولدهشتها .. وجدت عمر يفتح الباب الأمامى ويأمر السائق أن ينطلق .. ألجمتها المفاجأة .. كان يعلم أنها ذاهبة الى موقف الدراسات لتركب سيارة أخرى الى المزرعة فاخبر السائق عن نفس المكان الذى ستذهب اليه .. وبهذا سار السائق فى طريقه .. كانت ياسمين تحاول استيعاب ما يفعله .. ولماذا يفعله .. اما هو فظل ينظر اليها فى المرآه الجانبيه وهو يبتسم بين الحين والآخر .. لكنها تحاشت النظر فى هذا الإتجاه تماما حتى لا تتلاقى عيناها بعينيه .. وصلا الى الموقف .. نزلت ياسمين لتبحث عن سيارة متوجهه الى مكان المزرعة .. وجدت بسهوله ركبت فى المقعد خلف السائق .. ولدهشتها للمرة الثانية وجدت عمر يصعد ليركب بجوارها .. نظرت اليه بدهشة ممزوجه بالڠضب .. لكنه قابل نظرة الڠضب فى عينيها بنظرة مرحه وابتسامه عذبه .. التفتت لتنظر الى الشباك وصممت أن تنظر منه طوال الطريق وألا تلتفت الي عمر أبدا .. وضعت حقيبتها بينهما .. أخذ ينظر الى الحقيبة ثم اليها .. نظرت اليه بتحدى .. فنظر اليها بمكر .. ووجدته يميل عليها قليلا ويهمس قائلا 
لو بتعملى كده مع اى حد يركب جمبك .. فدى حاجه تبسطنى
التفتت لتنظر الى الشباك دون أن ترد عليه .. اكتمل العدد وانطلق السائق فى طريقه .. لم يعتاد عمر بالطبع على ركوب المواصلات العامة .. لذلك كان يجهل أن المعقد الذى اختاره تحديدا هو أسوأ موضع فى السيارة لأن الراكب فى هذا المقعد تصبح عليه مهمة اعطاء الأجره من الركاب الى السائق وباقى المال يعيده الى الركاب .. كل دقيقتين يجد من يربت على كتفه ليعطيه الأجرة وينتظر الباقى .. شعر بالحنق والضيق .. أما ياسمين فكانت سعيدة للغاية عندما التفتت اليه ورأت علامات الضيق على وجهه .. شعرت بأنها انتقمت منه بطريقه ما .. نظر اليها ليجدها تنظر الى الشباك مبتسمه .. فإبتسم وأمال برأسه تجاهها قائلا بهمس 
فداكى .. المهم انى آعد جمبك
تلاشت ابتسامتها .. وخفق قلبها .. تبا لك أيها القلب الذى لا تكاد تسمع صوته حتى تقفز ثائرا معلنا عن عصيانك لأوامري .. ظلت تنظر من الشباك .. بعد دقيقه أمال رأسه مرة أخرى قائلا 
تسلمي ايدك المكرونة عجبتنى أوى .. مكنتش أعرف انك شاطره كده
لم تبدى أى رد فعل فأكمل قائلا 
غرت ان حد ياكل منها غيري عشان كده خدتها معايا .. سبتها فى العربية
حاولت قدر الإمكان أن تصم أذنها عن كلماته .. وألا تتأثر بما يقول .. صمت قليلا ثم أتاها صوته بشئ من الألم 
نفسي أفهم حاجه واحده بس .. انتى ليه رفضانى
قطبت جبينها وهى تتذكر الأسباب الكثيرة التى تجعلها ترفضه
حثها قائلا 
مش هتيريحيني وتعرفيني السبب 
صمتت ولم تجب .. أتى مكان نزولهما .. نزل أولا ثم نزلت ياسمين كانت متوجه الى البوابه عندما اعترض طريقها قائلا حزم 
مش هسيبك تعدى إلا لما تقوليلى سبب واحد لرفضك ليه
نظرت اليه پحده وحاولت المرور لكنه سد عليها الطريق نظرت اليه غاضبه وقالت 
لو سمحت عديني .. ميصحش اللى انت بتعمله ده
قال بتصميم 
أسمع سبب واحد وساعتها هعديكي
قالت بتحدى 
مش هتكلم 
قال بتحدى مماثل 
مش هعديكي
زفرت ونظرت حولها .. لم تجد من ينقذها من هذا المأذق .. قال عمر بنفاذ صبر 
ها .. مش هنفضل واقفين كده كتير 
ثم قال بخبث 
وبعدين لو حد من جوه المزرعة شافنا واقفين مع بعض أكيد هيقولوا الموضوع فيه ان ..

وانتى عارفه الناس هنا مبتسكتش
نظرت اليه پغضب قائله 
طيب عديني
قال ببرود 
قوليلي سبب واحد وأنا اعديكي
صمتت قليلا ثم قالت پحده 
أنا وانت مننفعش
لبعض لمليون سبب
قال بنفس البرود 
اديني سبب واحد من المليون سبب دول
عضت على شفتيها ثم نظرت اليه قائله 
انت فى طريق غير اللى أنا ماشية فيه .. فى مليون اختلاف بينى وبينك
ثم قالت پحده 
ممكن بأه تعديني
صمت قليلا ثم قال 
هساعدك انك توصلى للطريق اللى أنا فيه وتمشى معايا فيه
قالت بحزم وكأن كلامه أهانها 
أبدا .. متمناش أبدا انى أمشى فى الطريق اللى انت ماشى فيه
تأملها قليلا .. قالت فى نفسها لقد أغضبته الآن .. ولن يعاود التفكير فيها مرة أخرى .. حسنا هذا ما أردته .. وقد حصلت عليه .. أتاها صوت عمر الحانى وابتسامته العذبه لتصدمها قائلا
لو انتى مش عايزة تمشى فى طريقي .. أنا هوصل للطريق اللى انتى فيه .. وأمشى معاكى فيه .. المهم عندى اننا نكون سوا
عانقها بعينيه للحظة قبل أن يبتعد جانبا ليفسح لها الطريق .. مشت ودخلت من البوابه .. وقبل دخولها ألقت عليه نظرة وهو يعاود أدراجه ليحضر سيارته التى تركها
ممممممم نفسها فى الأكل حلو أوى .. لأ كده انا اطمنت عليك
قالت كريمه هذه العباره لإبنها وهما جالسان معا على طاولة فى المطبخ
ابتسم عمر قائلا 
كويس أول الطريق خطوه .. دلوقتى حبيتى أكلها بكره تحبيها
ابتسمت كريمه قائله 
بس انت رهيب يا عمر حد يتعزم عند واحد صحبه وياخد باقى الأكل وهو نازل
ضحك عمر بشدة قائلا 
نفس اللى قالهولى أيمن
قالت كريمه فى سرور 
ربنا يسعدك يا حبيبى وينولك اللى فى بالك
قبل عمر يدها قائلا 
يارب يا ماما
فى صباح اليوم التالى وقفت كرم على باب مكتب ريهام .. كان قد تحاشى الذهاب الى العمل ورؤيتها منذ أن انفعلت عليه فى مكتبه بسبب كلماته .. وقف أمام المكتب فنظرت اليه ثم عادوت عملها فى صمت .. تنحنح وشعر بالحرج قليلا هو يقول 
أنا آسف على الكلام اللي قولتهولك آخر مرة فى مكتبي
نظرت اليه صامته .. فأكمل قائلا 
أنا مكنش قصدى أهينك أو أجرحك .. وأنا عارف وواثق انك بنت محترمه .. وفعلا كلامى مكنش يصح أقولهولك
أومأت ريهام برأسها ثم عاودت مزاولة عملها 
تفرس فيها كرم قائلا 
يعني خلاص سمحتيني
نظرت اليه قائله 
خلاص محصلش حاجه 
ابتسم وقال قبل أن يغادر .. مستنى البريد فى مكتبي
أحضرت ريهام البريد وهى تبتسم فى نفسها
فجأة سمع الجميع أصوات هرج ومرج .. خرجت ياسمين من مكتبها لتستطلع الأمر .. وجدت أعد العمال يجري فى اتجاه .. وعامل آخر قادم مهرول من نفس الطريق فأوقفته ياسمين قائله 
لو سمحت .. ايه اللى حصل 
قال الرجل وهو يلهث 
عامل ايده اتحشرت فى ماكنه طحن الحروب .. جه البشمهندس عمر يساعده قامت الماكنه طايله ايده هو كمان
أصاب ياسمين الفزع وشعرت بقلبها يهوى على الأرض .. أسرعت ياسمين فى اتجاه مخزن الأدوية وأحضرت شنطة الإسعافات الأولية .. ثم ذهبت مسرعه فى الإتجاه الذى ذهب فيه العامل .. رأت عدة عمال متجمعين خارج المبنى وأحد العمال يقف على الباب يمنعهم من الدخول .. أسرعت وصړخت فيه قائله 
عديني بسرعة
أفسح الرجل لها الطريق دخلت لتجد رجل نائم على الأرض وحوله رجلين .. بحثت بنظرها عن عمر فلم تجده .. ذهبت اليهم لتجد يد الرجل فى حاله يرثى لها .. فلقد أجهزت الماكينه على كفه .. والرجل فقد وعيه من شدة الألم .. خفق قلبها بقوة ترى ماذا أصاب عمر وأين هو الآن .. هل أصيب مثله .. چثت بجوار الرجل الفاقد الوعى وأخرجت من الحقيبه التى تجملها قماشة طويلة ربطت بها رسغه بقوة لكى تقلل من الډم الذى يفقده .. قال لها أحد الرجلين مش هتربطى كف ايده اللى پتنزف دى .. نظرت اليه قائله 
لأن عظم كفه كله مكسور المفروض ميتحركش لحد ما الإسعاف تيجي تشيله زى ما هو كده 
ثم قالت بلهفه 
فين البشمهندس عمر .. جراله حاجه 
سمعت حركة خلفها نظرت لتجد عمر .. وقفت فى هلع وهى تنظر الى قميصه الأبيض الذى صبغ باللون الأحمر الدامى .. كان يمسك قطعه قماش ويضغط بها على كفه .. هتفت قائله بصوت مرتجف 
انت كويس
نظر اليها يتأمل الخۏف واللهفة على وجهها .. ونظرات عينيها الدامعه والتى تنتقل بسرعة ولوعه بين وجهه وكفه .. قال بصوت خاڤت 
متخفيش
ازداد لمعان الدموع فى عينيها وكررت سؤالها وكأنها لم تسمع اجابته 
انت كويس .. ايدك حصلها حاجه 
أزاح عمر قطعة القماش ليريها چرحا صغيرا فى يده .. ونظر اليها قائلا 
الحمد لله ربنا سترها معايا .. 
نظرت الى قميصه المبلل بالډماء وهى مازالت بعد تحت تأثير الصدمة وقالت 
أمال ايه الډم اللى على قميصك ده
أجابها قائلا
ده مش دمى .. ده ډم العامل اللى اټصاب
فى تلك اللحظة حضرت سيارة الإسعاف ونقلوا العامل اليها وأمر عمر رجلين من رجاله بالذهاب مع العامل الى المستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته
تعالت صوت سرينه سيارة الإسعاف

وهى تبتعد لتغادر المزرعة الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى يتفرس فى وجهها ويراقب كل خلجاته .. قالت له ياسمين وهى تحاول استجماع شتات نفسها 
لازم تطهر الچرح وتربطه .. متستهونش بيه
لمعت عيناه وابتسم لها قائلا بصوت هامس 
خاېفه عليا 
تحاشت النظر اليه وقالت 
أنا هروح أكمل شغلى .. بعد اذنك
أوقفها قائلا 
عارفه .. أنا كنت بدأت أيأس .. وأحس انى مش ممكن هعرف
 

تم نسخ الرابط