المېتة ونأتي الفواحش ويأكل القوي منا الضعيف وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته فدعانا إلى الله نعبده ونوحده ونقيم الصلاة وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وعدد أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه فبغى علينا قومنا وعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأصنام فلما قهرونا خرجنا إليك واخترناك على من سواك ورجونا ألا نظلم عندك.
فقال له النجاشي هل معك شيء مما جاء به رسولكم عن الله قال نعم. قال فاقرأ علي. فقرأ جعفر رضي الله عنه من أول سورة مريم فبكى النجاشي عندما سمع القرآن حتى بل لحيته وبكى الحاضرون من الأساقفة النصارى رجال الدين المسيحيين ثم قال النجاشي إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة . أحمد وابن هشام.
ثم اتجه النجاشي إلى عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة فقال لهما انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما أبدا ولا أكاد ثم رد عليهما الهدايا. وعاش المؤمنون في أمان على أرض الحبشة وحفظ لهم النجاشي حقهم . وأسلم النجاشي وشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ولقد وكله النبي صلى الله عليه وسلم في أمر زواجه بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب رضي الله عنها وكانت قبل ذلك زوجة لعبيد الله بن جحش لكنه ضل ودخل في النصرانية وماټ على شركه فأرسل النجاشي إلى أم حبيبة بعد انقضاء عدتها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يطلبها للزواج فسعدت أم حبيبة ووكلت قريبا لها هو الصحابي خالد بن سعيد ليكون وليها في الزواج ._ ابن سعد.
وقام النجاشي بأداء المهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أربعمائة دينار ولما هاجر الرسول إلى المدينة وظهر دين الله قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي إن صاحبنا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى المدينة وانتصر على المشركين وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا فقال النجاشي نعم فأعطاهم ما يكفيهم في سفرهم ويزيد ثم قال
لجعفر أخبر صاحبك بما صنعت إليكم وهذا رسولي معك وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأنه رسول الله فقل له يستغفر لي ولولا ما أنا عليه من الملك لأتيت إليه وقبلت قدمه.
وجاء وفد المؤمنين إلى المدينة ففرح بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وسمع من جعفر ثم قام وتوضأ ودعا ثلاث مرات اللهم اغفر للنجاشي فيقول المسلمون آمين ثم قال جعفر لرسول النجاشي انطلق فأخبر صاحبك بما رأيت. الطبراني.
ولما ماټ النجاشي قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن أخاكم قد ماټ بأرض الحبشة فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفا ثم صلى عليه صلاة الغائب. متفق عليه وكان ذلك في شهر رجب 9ه.
وصلي على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم