حكاية راما وسيتا الهندية كاملة
قلبه ما غير مشاعرها له فلم تكن له مجرد مشاعر الزوجة المخلصة ولكن حبا عميقا ملأ قلبها وتحولت سيتا إلى عاشقة له.
عند وصولهم استقبلها شعب كوسلا بحب شديد وأقاموا الافراح ابتهاجا بها وقد كان مقدمها عليهم سعيدا فقد ازدهرت الارض وزاد الماء فى النهر فاستبشر بها الجميع وأحبها كل الناس ماعدا واحدة اخفت مطامعها عن الكل.
مرت الايام سعيدة حتى شعر الملك يوداشترا أنه صحته قد اعتلت ولم يعد يقوى على إدارة المملكة فقرر تنصيب ابنه الاكبر راما خلفا له وطلب من الجميع أن يبايعوه فأطاع الجميع إلا واحدة. زوجته الثانية كياكى وذكرته بوعده لها أن ينفذ لها ثلاث أمنيات مهما كانت صعبة. تذكر الملك وعده وبعد أن علم مطلبها وقع فى حيرة من أمره وأخيرا رفض تنفيذها. فقد تمنت كياكى أن ينفى الملك ابنه راما وزوجته سيتا إلى الغابة مدة ١٤ سنة وأن ينصب ابنها بهارت ملكا بدلا منه وعندما رفض يوداشترا الامر.
لم تخضع كياكى لإرادة الملك فقد كانت شهوتها للملك أكبر من حبها لزوجها فطلبت راما وزوجته سيتا وأخبرتهم بالأمر وخيرتهم بين أن يفي أباه بعهده لها فيذهب راما إلى الغابة طوعا وبين أن يخلف العهد فيصير ذلك خبرا فى جميع الممالك المجاورة أن الملك يوداشترا لا عهد له. وفى لحظة اتخذ راما قراره.
ياترى قرار راما ايه وهل ستوافق سيتا عليه وما هو أثره على حبهم وهل سيقدرون على العيش وحدهم
...
يتبع حكاية_راما من التراث الهندي
الجزء الثاني
لم يكن أمام راما إلا الرحيل فمن الذى يقدر على تعريض الاب لمثل ذلك الخزى والعاړ فوافق أن يعيش حياة الزهد فى الغابات وأصر أن يذهب إلى معتزله وحيدا لكن سيتا تصر على الذهاب معه فما من زوجة ولم تتردد سيتا للحظة أن ترافقه فما من زوجة مخلصة تترك زوجها فى محنته وكلامها في هذا الموقف تكاد تحفظه عن ظهر قلب كل عروس هندية منذ يومها إذ قالتالعربة والخيل المطهمة والقصر المذهب كلها عبث في حياة المرأة فالزوجة الحبيبة المحبة تؤثر على كل هذا ظل زوجها... إن سيتا ستهيم في الغابة فذلك عندها أسعد مقاما من قصور أبيها
إنها لن تفكر لحظة في بيتها أو في أهلها ما دامت ناعمة في حب زوجها...وستجمع الثمار من الغابة اليانعة العبقة فطعام يذوقه راما هو أحب طعام عند سيتا. لم تكن سيتا وحدها من أصرت على مرافقته اخوه لاكشمن أيضا ويقول ستسلك طريقك المظلم وحيدا مع سيتا الوديعة هلا أذنت لأخيك الوفي لاكشمان بحمايتها ليلا ونهارا هلا أذنت للاكشمن بقوسه ورمحه أن يجوب الغابات جميعا فيسقط بفأسه أشجارها ويبني لك الدار بيديه.
أتى يوم الرحيل فخرج راما وسيتا ولاكشمن ليلا متسللين إلى الغابة ولكن كل شعب كوسلا كان يتبعهم فى طريقهم حزنا عليهم حتى أطراف الغابات فودعوهم ليبدأوا رحلتهم فى المنفى. خرجوا تاركين خلفهم حياة الرفاهة والنفائس والخدم تركوا ثيابهم الفاخرة وارتضوا أسمالا ونسيجا بسيطا تركوا طعاما شهيا وارتضوا طعاما من ثمار الغابة ومما تصطاده أيديهم وسيوفهم. وطالما الټفت إلى راما حبيبته في فرحة تزداد على مر الأيام وكانت فرحة سيتا بالغابة غامرة فكانت تقضي يومها فى التجول فى الغابة مع راما وتسأل ما إسم هذه الشجرة وهذا الزاحف وتلك الزهرة وتلك الثمرة مما لم تره من قبل.
مرت أيامهم سعيدة رغم بساطة حياتهم والطواويس ترف حولهم مرحة والقردة تقفز على الغصون. كان راما يثب في النهر تظلله أشعة الشمس الذهبية وأما سيتا فكانت تسعى إلى النهر في رفق كما تسعى السوسنة إلى الجدول. بنى راما ولاكشمن كوخا إلى جانب النهر وجمعت سيتا عروق الشجر فصنعوا منه سقفا يحميهم من الأمطار. وصادقوا حيوانات الغابة كما صادقوا كل من فيها من الرهبان والعابرين حتى عفاريت الغابة والأرواح الهائمة أحبتهم وأنست لقربهم وكما أحب البشر من شعب كوسلا سيتا الطاهرة أحبتها مخلوقات الغابة ولم تكن حياة سيتا فى الغابة سهلة ولكن حب راما واهتمامه بها جعلت الغابة جنة فى عينى سيتا. فلم تمر لحظة إلا وراما يبث سيتا حبه وتقابل سيتا مشاعره بأروع منها.
مرت أعوام فى سعادة غامرة لكن حدث أن