رأت مرجانة علامة الطباشير على الباب، وأحست بخطړ ما. فأخذت قطعة من الطباشير الأبيض، ووضعت علامة على كل الأبواب الأخرى في المدينة. وفي هذه الليلة، عاد الأربعون لصًّا إلى المدينة، عازمين على قتل علي بابا. لكنهم وجودوا أن كل الأبواب عليها علامة بالطباشير الأبيض،ولم يعرفوا داره،فرجعوا يجرون أذيال الخيبة ، وفي اليوم التالي عاد الزعيم، وتمكن ثانية من الوصول إلى باب علي بابا. وحرص على أن يتذكره هذه المرة، ثم رجع إلى الكهف، وأحضر ا جرارًا كبيرة. ملأ إحدها بالزيت، في حين اختبأ اللصوص التسعة والثلاثون في الجرار الأخرى.
حمل الزعيم هذه الجرار على ظهور بغال وجاء إلى المدينة، ولما وصل إلى دار علي بابا، طرق الباب ،ولما فتح له الرجل، إدّعى أنه تاجر زيت جاء من مكان بعيد ،وأنه بحاجة أن يضع جراره في مكان آمن ،رجّب به علي بابا ووضع الجرار مع الحيوانات خلف المنزل.وقال له: أنت ضيفي الليلة، ولن تذهب قبل أن تتعشى معي!!! أرادت مرجانة ان تطبخ العشاء للضيف فلم تجد زيتا ،فقالت في نفسها: سأستعير شيئا من جرار التّاجر، وسندفع له ثمن ما أخذناه !!! ولمّا حرّكت الغطاء ،سمعت صوتًا يسأل: «هل حان الوقت؟ وكلما تذهب إلى جرّة ،تسمع نفس السؤال ،حتى وصلت للجرّة الأربعين فوجدتها مليئة بالزّيت .
فهمت المرأة ما يدبّره لهم التاجر، وأنّ من في الجرار هم رجاله ،جائوا ليقتلوا علي بابا ، فسخنت الزيت في إناء كبير حتى أصبح يغلي ،وكل مرّة كانت تفتح غطاء الجرة، وتصبّ الزّيت الحامي على رأس اللّص، فېموت من حينه ،ولما دارت على كل الجرار ،كان تسعة وثلاثون لصا قد ماتوا، ولم يبق سوى زعيمهم !!! طبخت مرجانة طعامها ،وتعشّى علي بابا وضيفه دون أن يعلم أحد ما جرى، ثم إنصرف زعيم اللصوص، وقال لعلّي بابا سأعود في الصّباح لأخذ جراري ،لكنه لمّا جاء في الغد ،شاهد علي بابا لا يزال حيّا ،فجرى و راء الداروهز الجرار لكن لم يسمع أي صوت ،فعرف أن على بابا كن أخبث منه ،ولم يبق الآن سواه .
وبعد شهر تنكر وأخفى خنجرا مسمۏما في ثيابه ،وجاءه مرّة أخرى، فأدخله ولم يعرفه ،لكن مرجانة شكت في أمره وبقيت تراقبه من بعيد ،ولمّا إستدار زوجها حاول التاجر طعنه في ظهره ،لكن المرأة أمسكت عصا ،وضړبته بها على رأسه فقټلته ،إتتفت لها علي مندهشا ،لكن مرجانة قالت له: إنه زعيم اللصوص جاء لقټلك ،وأخبرته أيضًا عن التسعة والثلاثين الذين قټلتهم في الجرار بالخارج.قبَّل علي بابا رأس إمرأته، وحمد الله أن وهبه زوجة حكيمة مثلها. وعاشا معًا في سعادة، وبقيت المغارة سرًّا لا يعرفه سواهما ،لكنهما لا يأخذان إلا حاجتهما ،فما أجمل المرأة عندما تكون عاقلة ...
إنتهى