الفتاة التي فقدت شرفها كاملة بقلم اسماعيل يوسف

موقع أيام نيوز

اسماعيل_موسى

في شرفته في الطابق الثالث في الفيلا الأنيقة القديمة كان ينظر للحديقة الخلفية حيث حقول الكرم التي تتخللها أشجار الرمان والبرتقال واليوسفي، شجرة المانجو العملاقة،

يجلس علي كرسي من الصنوبر ويحمل فرشاته بألوانها الزيتية،

رجع من باريس محمل بأحلام لا حدود لها،

صدم#مه الواقع فأنعزل في منزله

يجلس بالساعات يستمع للطبيعة ويحدثها،

طنت ذبابة جوار رأسه فأشاح بعينيه للجهة الأخرى،حيث حقول القمح والبرسيم والفول التي تلي المصرف القبيح، منازل صغيرة وحديثة

زرعت بعشوائية، من خلفها النهر المتعب يسير ببطيء نحو المصب.

من بعيد شافها في عبايتها المزركشه، تقطع الجلة وتقطعها وترصها علي تبة ترابية، جنبها سيدة عجوز يعرفها منذ كان طفل،

راقبها وهي تجلس جلسة بدت غريبة عليها،

كان يتناقشان في أمر ما،

أمسك فرشاته وإستغرق في الرسم.

يابنتى انتى لسه ضعيفة علي العمل،

لا انا بقيت كويسه خلاص، مش هسيبك تشتغلى وانا قاعده فى مطرحى

بس انتى هتكملى دراستك زى مااتفقنا ؟

الموضوع مش ساهل للدرجه دى يا امى، يلزمه أوراق مستندات جديده وأموال،

متقلقيش سيسافر ابني للقاهرة ويحضر كل شيء،

عواد لن يستعصي عليه شيء،

عفريت هو يا تقى

لو مكنش عفريت مكنش قدر ينقذنى

مرات كتيره وهي جالسة في ظل الحائط تستقبل الشمس

تساءلت لمن تلك الفيلا القديمة؟

لأيام عديدة لم ترى أي شخص يدخل لها أو حتى يخرج،

روادتها نفسها كثيرا أن تتجول في حديقتها بأزهارها الجميلة

لكن لا أحد يطرق المنازل من أبوابها ويحتفي به،

كما إنها لن تتلصص،

ظل يتابعها من بعيد وهي تخرج كل يوم أمام ذلك الكوخ القشي،

هي ليست ابنتها، وليست زوجة ابنها،

من هي ؟

تلك الملامح الرومانطقية في قمة الإثارة،

هل إنبعثت ألهة الجمال القديمة في صعيدنا من جديد؟

تلك الرقة المشوبة بالخجل تسحرني،

من أين أتيت أيتها الحورية ؟

هل تنبت تلك الأرض القاسية زهرة فريدة ؟

لقد أصبحت صباحاتي أكثر إشراقًا منذ رأيتك،

تم نسخ الرابط