قصة جارية تزوجها سلطان عثماني قتلت ابنها وحكمت 37 عاما
السلطنة الأمير عثمان ابن ضرتها وعدوتها خديجة ماه فيروز خوفا من ضياع فرصة ابنها الأمير مراد الرابع في الحكم الذي كان وقتها لا يزال طفلا صغيرا.
فضلت كوسم سلطان أن تستعين بشقيق زوجها الأمير مصطفى الذي لم يكن راغبا في ارتقاء العرش بل كان يريد الهرب بعيدا خاصة أن معظم رجال الدولة لم يقتنعوا بشخصية الأمير مصطفى المعروف بخفة عقله وطيشه ولم يكن الأمر إلا مجرد اتفاق بين السلطانة كوسم سلطان ورجال الدولة على تصعيد الأمير مصطفى لإتاحة الوقت أمام السلطانة لتحسم أمرها مع كبار قادة الجيش المنقسمين حول أي من أبناء السلطان أحمد أحق بولاية العرش هكذا وصل السلطان مصطفى إلى سدة الحكم كأول أخ يلي السلطنة بعد أخيه في التاريخ العثماني.
ولم تكن كوسم سلطان وحدها في هذا التدبير بل شاركها فيه قادة فرق الانكشارية أصحاب الكلمة العليا في إسطنبول آنذاك الذين أقروا تقاسم السلطة بانفرادهم بإدارة الدولة والحجر على السلطان الجديد فيما تطلق يد السلطانة كوسم سلطان داخل الحرملك لتصبح سيدته الأولى بلا منازع لتدشن بذلك سيادتها في الحرملك وعند بلوغها عمر 28 عاما كانت كوسم سلطان قد أوجدت لنفسها مكانا في السلطنة العثمانية فكانت تدير جلسات الديوان وكان لها دور خاص في الحكم العثماني لتصبح أحد واضعي السياسية العليا للدولة العثمانية على مدار نصف قرن تقريبا.
لم تدم سلطنة مصطفى الأول إلا 3 أشهر هي مدة المشاورات حول تصعيد الأمير عثمان الثاني الابن الأكبر للسلطان أحمد سلطانا للبلاد ما يعني أن خديجة ماه فيروز انتصرت في معركتها ضد ضرتها كوسم سلطان وأصبح السلطان عثمان الثاني السلطان الجديد للبلاد لكن زوجة أبيه كوسم سلطان لم تستسلم للواقع الجديد.
ولم تجد السلطانة مفرا من التحالف مع الانكشارية للتخلص من ابن ضرتها خاصة أن السلطان الشاب اتبع سياسة والده الراحل السلطان أحمد وقرر تقليص نفوذ الحرملك ووضع رؤية إصلاحية لأحوال الدولة العثمانية المتدهورة رغم صغر سنه تولى الحكم وهو في ال من عمره وهو ما لم ترض به السلطانة كوسم سلطان وعملت على شراء ذمم قادة الجيش وتخلصت من والدته التي كانت سنده في الحرملك في عام 1621 وبعدها عقدت تحالفا مع قيادات الانكشارية بهدف التخلص من السلطان عثمان الثاني ودبروا مؤامرة لاغتياله.
عاد السلطان مصطفى الأول للحكم مرة ثانية كفترة انتقالية حتى يستطيع مراد أن يدير شؤون الدولة العثمانية لكن مصطفى الأول لم يستطع إدارة شؤون البلاد وعمت الاضطرابات والانقسامات واتفقت كوسم سلطان مع الصدر الأعظم وبقية الوزراء على تدارك الموقف وعزل مصطفى وتولية ابنها مراد الحكم وكان وقتها يبلغ من العمر 11 عاما وحصلت كوسم سلطان على لقب السلطانة الأم وأدارت البلاد بصفتها نائبة السلطان.
في عام 1632 انتهت فترة نيابة