ابنة القاضى والفتى الفقير ابنة القاضى والفتى الفقير
ابنة القاضى والفتى الفقير ابنة القاضى والفتى الفقير
و قالوا لي أين الحشېش ولوازم اسهر
فقلت لهم لم يبق لي مال وأنا بحاجة لأدخن فلست بأحسن حال فأجابوني أنت لست في تكية تعطي بالمجان هيا أخرج من هنا ولا تفكر في الرجوع
قصدت أخي فطردني لم أعد عندي سوى دار فارغة فيها حصيرة أنام عليها وصحفة آكل فيها كنت أحس بالمړض لأني لم أدخن الحشېش منذ أيام ولا أقدر حتى على فتح عيني
ومن شدة الجوع أخرج وأجلس تحت حائط ورآني أخي وشمت بي وكانت هناك امرأة فقيرة تجلس قربي مع إبنتها فعطفت علي وأصبحت تقتسم خبزها وزيتها معي
وكانت البنت جميلة رغم فقرهاوقالت لي لا تترك اليأس ېقتلك إذهب للغابة وإحتطب فالعمل سيجعلك تنسى آلامك !
فسمعت كلامها وجررت أقدامي المتعبة ولما وصلت بدأت أجمع الأغصان وأمسكت بواحد كبير
فبكيت وحكيت له قصتي فاختفى كأن الأرض إبتلعته
ثم ظهر وفي يده بوق وقال لي أنفخ فيه وسيأتيك رزقك
يتبع الجزء الثامن والأخير
ابنة_القاضي_والفتى_الفقير
الجزء الثامن والأخير
....... وصل الولد الفقير إلى بلاده وطرق الباب لما رأته أمه فرحت ولم تسع فرحتها أرض ولا سماء وقالت لقد مضى
على غيابك سنوات وأنا في أسوأ حال حتى كدت أيأس من رجوعك
أجابها لن نفترق بعد الآن يا أمي أعدك بذلك ثم فتح جرابه وأخرج لها الهدايا والعطور التي إشتراهامن الهند و العراق وأراها الياقوت فتحيرت من كثرة الخير الذي جاء به من سفره.
وفي الغد أحضر البنائين فوسع الدار وجعلها على ثلاثة طوابق حتى صارت كالقصر وكساها بالزرابي و أفضل الأثاث وجعل فيها الخدم والحشم ثم افتتح له دكانا كبيرا لبيع التوابل واشترى سفينة لتجلب له بضائع الهند وتحسنت حاله حتى أن جيرانهم لم يعرفوه
أجابه أنا الذي خطبتك في ابنتك واشترطت حكاية الذي يبيع الجوز بلطمة على خده لحسن التطواني وقد جئتك بها وبكيس جوز من عنده وما تراه على الإبل هو مهر إبنتك وفيه طرائف من البلدان التي ډخلتها
وأنا أبحث عن تلك الحكاية العجيبة
كان القاضي يستمع وقد أخذته الدهشة ولما أتم الولد الكلام قال إنما طلبت منك هذه الحكاية لأرى حرصك على بنتي فإني حلفت أن لا أسلمها سوى لمن يعرف قدرها
قال الولد إبنتك في قلبي وكلما تطلبه تناله
أجاب القاضي لا أشك في ذلك يا ولدي
في المساء حضر الشيخ وعقد قرانهما وبعد أسبوع أقيمت الأفراح في قصر التاجر الولد الفقير الذي أصبح يلقب بالفضي لكثرة ما عنده من دراهم
وأصبح الناس يقصون حكايته ويقولون أنه وجد كنزا كبيرا في الصحراء بعد أن كان فقيرا معدما لكن ما لا يعرفونه أن الكنز الحقيقي هو الصبر والاعتقاد في النجاح ولأن ذلك الولد الفقير سعى وراء الحلم الذي رآه ذات ليلة
رزقه الله من خيره وتعلم الولد مما جرى للذين صاحبوا أصدقاء السوء ورغم غناه كان معارفه قليلون وانتهى الأمر بتجار التوابل إلى التذمر من إحتكاره للسوق
وحاولوا تدبير مکيدة له
عند السلطان يتهمونه فيها بالتآمر مع أعډائه
في أحد الأيام بعثوا له تحفة جميلة من العاج في داخلها رسالة لكن جاء لص وسرقها وهرب ولما لاحقه الجنود ړماها فانكسرت وظهر محتواها
ولما إكتشف السلطان المؤامرة حبس أولئك التجار وزادت مكانة الولد عنده وأصبح من أصدقاءه أما القاضي فعينه قاضي قضاة وعاش العروسان في سعادة وأنجبوا البنين والبنات وصاروا يتحلقون حول أبيهم ليحكي لهم حكاياته
وكانوا لا يملون منها وهو أيضا لا يمل من روايتها لأولاده فبفضل حكاية تحول من ولد فقير إلى أغنى تجار وصديق السلطان الذي أعجبته مروءته فسبحان الله الذي رزقه من حيث لا يعلم وجعل له أسبابا ليتم عليه نعمته وفضله.
شكرا على المتابعة وإلى اللقاء في حكاية جديدة