طفولتى وموسم المانجا
طفولتى وموسم المانجا
المحتويات
قصة حقيقية وعبرة...
يقول احدهم في طفولتي عندما كان يدخل موسم فاكهة المانجا كان أبي يحضر منها كمية للبيت وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب كنا نحب هذه الفاكهة كثيرا فكان يعطينا اللب منها ويقوم هو بأكل قشورها !!
كنت أراقب هذا التصرف_الغريب منه دون أن أعلم السبب !
سألته يوما لماذا تأكل قشور المانجا يا أبي !
لم أفهم معنى كلامه في وقتها وبررت الأمر بأنها قد تكون عادة_قديمة اكتسبها من أيام عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسې وخصوصا أن طعم قشور المانجا ليس سيئا ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور .
المهم مع الأيام نسيت أمر قشور_المانجا كما نسيت الكثير من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن إلى مدة قريبة عندما أهداني صديق لي فاكهة مانجا جلبها لي كهدية من بلد بعيدة ..
الحقيقة أني أحب تلك الفاكهة كثيرا !!
وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي اقتربت إبنتي_الصغيرة مني وقالت أبي أريد قطعة
كانت فرحتي بالنظر لهم وهم يمرغون_وجوههم بقطع المانجا والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء قارص !
وفي لحظة وجدت نفسي أمام صحن خالي إلا من بعض قشور المانجا التي مازال عالقة بها أجزاء صغيرة من فتات الفاكهة_الأصلية ..
الآن فقط بعد كل تلك الأيام_والسنوات اتضحت لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته وغصت اللقمة في فمي واغرورقت عيناي بالدموع.
الآن فقط علمت أن سعادة أبي الحقيقية لم تكن يوما في أكل قشور_المانجا وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن ناكل أفضل جزء منها أمامه .
وتساءلت حينها والدموع_في_عيني
يا ترى كم من مانجا قدمها لنا أبي واكتفى هو بمجرد قشورها !
وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها ولكن أقصد كل ما ترمز له في هذه الحياة !!
فالمانجا قد تكون ملبسا أو بيتا أو فراشا أو نوما مريحا أو تعليما وقد تكون أيضا لمسة حنان على الكتف أو قبلة على الوجه أو مسح_دمعة من على الخد !!
والله مانجا الأهل لا حدود لها ولا يمكن لأحد
متابعة القراءة