أروع قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام “يوسف” عليه السلام
وكبر سيدنا “يوسف” عليه السلام بمنزل عزيز مصر، وعندما اشتد عوده راودته امرأة العزيز عن نفسه، فامتنع وما كان منها إلا أن تجرأت وغلقت كافة الأبواب، فاستغاث بخالقه سبحانه وتعالى فأغاثه، ولما جاء العزيز ورأى فعلتها ما وجد من أمره إلا أن يزج به في السچن حتى لا يكشف أمره، وعلى الرغم من شهادة أحد من أهلها بأن قمصيه تم تمزيقه من الخلف وبذلك يكون “يوسف” صادقا في قوله، ووجدوا قميصه ممزقا من الخلف، إلا إنه أصر على ما رأى وكان سيدنا “يوسف” عليه السلام بالسجن.
ومكث “يوسف” عليه السلام بالسجن سنوات، كان يدعو فيها من معه إلى دين التوحيد، وفي يوم من الأيام رأى سجينان أن أحدهما يسقي خمرا، والآخر يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه، فأول عليه السلام لهما رؤياهما، فكان الأول أنه سيخرج من السچن ويصبح ساقي الملك، أما الثاني فإنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه، وبالفعل تحقق تأويل سيدنا “يوسف” عليه السلام.
وعندما خرج من أول له رؤياه طلب منه أن يذكر أمره للملك، فأنساه الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا “يوسف” وذكر أمره وما حدث له أمام الملك فقد كان ساقي الملك، وجاء اليوم الذي راودت فيه الملك رؤيا ما أغربها، كان يرى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، تكررت الرؤيا معه لأكثر من يوم، فعلم أنها ليست بالصدفة، فاستدعى كل مستشاريه وقال أفتوني في رؤياي، ولكنهم اجتمعوا على أمر واحد أنها أضغاث أحلام، وقالوا أنهم ليسوا لها بعالمين.
هنا تذكر ساقي الملك “يوسف” عليه السلام، ودل الملك عليه، فأمره أن يذهب للسجن ويأتي به، وعندما جاءه وفسر له رؤياه بأنه سيأتي على البلاد سبع سنوات يعمهن الرخاء والخير، ومن بعدهن سيأتين سبع سنوات شداد، أخبر سيدنا “يوسف” الملك بأن عليهم أن يدخروا من سنوات الرخاء لسنوات الشدة؛ سأله الملك عما حدث له فقص عليه ما حدث، فجعله الملك عزيز مصر وجعله على خزائن الأرض بأكملها.
وعندما حلت السنوات العجاف وقد كانت على الناس كافة في كل أقطار الأرض، بات الناس يأتون من كل فج يأخذون الطعام من مصر، ومن بينهم كان أبناء سيدنا “يعقوب” عليه السلام (إخوة يوسف)، وعندما جاءوا عرفهم سيدنا “يوسف” لكنهم لم يتعرفوا عليه، سألهم عن أخ لهم من أبيهم وقد كان شقيقه.
وبالفعل أتوا به وهنا جعل سقاية الملك في رحال أخيه، فعادوا لوالدهم مجددا بعد سنوات طوال ليخبروه بفقدهم لأخيه الثاني، هنا بات حزينا نبي الله “يعقوب”، فلم يكن قد نسي ابنه الحبيب “يوسف”، فعادوا لعزيز مصر يريدون استبدال أخيهم بأحدهم، وهنا أعلمهم بأمرهم وأعطاهم قميصه، فألقوه على وجه أبيهم (نبي الله يعقوب) عليه السلام فعاد بصيرا، وجاءوا بأهلهم إلى مصر أجمعين.
وهنا تحققت رؤيا سيدنا “يوسف” عليه السلام بأن سجدوا له، فكانت الشمس والقمر والديه والإحدى عشر كوكبا إخوته.