رواية كان حداد يمد يده ويمسك الحديد الاحمر

موقع أيام نيوز

قصة توبة الحداد✒

نقل الحسن البصري انّه قال : مررت في سوق الحدادين ببغداد ، فوقع بصري على حداد يمد يده في الكورة ، ويمسك الحديد الأحمر الذائب بدون ان يشعر بحرارته ، ويضعه على السندان ويطرقه بالمطرقة ، ويخرجه بأي شكل يشاء وعند مشاهدتي لهذا الأمر العجيب ، وجدت في نفسي رغبة لسؤاله ، فتقدمت اليه وسلمت عليه فرد عليًّ السلام ، فسألته : ايها السيّد !

الاّ تؤذيك ڼار الكورة ، حر الحديد ال...مذاب ؟ .. قال : لا . قلت : وكيف ؟

قال : مرت علينا هنا ايام من القحط والجوع أما انا فكنت قد خزنت كلّ شيء وجائتني ذات يوم امراة وجيهة الطلعة حسنة الصورة وقالت : يا رجل!.. ان لي ايتاماً صغاراًَ يتضورون جوعاً ، وهم بحاجة إلى قليل من الطعام ، واطلب منك ان تهبني شيئاً من الحنطة في سبيل الله ، ولانقاذ حياة هؤلاء الصبية وبما انني فتنت بجمالها من خلال نظرة واحدة ، قلت لها : إذا كنت تريدين الحنطة فيجب ان اقضي منك حاجتي ڠضبت المرأة لهذا الكلام واعرضت عني وذهبت .

وفي اليوم التالي

عادت اليًّ باكية وكررت ما طلبته في اليوم الاول ، فأعدت عليها ما كنت قد طلبته منها فعادت ادراجها صفر اليدين  وجاءتني في اليوم الثالث وهي غاية الأسى وقالت : ان أطفالي على وشك المۏت ، فارجوا ان تنقذهم من الجوع والمۏت  فكررت عليها طلبي .

ويبدو ان الجوع انهكها فلم تعد لها قدرة على المقاومة .

وعلى كلّ فانّها حين اقتربت مني كانت تقول : ارحمني ايها الرجل انا واطفالي ! فنحن جياع وبحاجة إلى قليل من الطعام . فقلت لها : أيتها المرأة لا تضيّعي وقتي سدىً ، تعالي اقضي منك حاجتي واعطيك الحنطة .
وعندها اكثرت من البكاء وقالت : انني لم ارتكب قط هذا العمل الحرام، ولكني مضطرة الآن لتلبية طلبك لانني وأطفالي ما ذقنا الطعام منذ ثلاثة ايام ، ولكن لي عليك شرط . فقلت : ماهو شرطك ؟ قالت : ان تأخذني إلى مكان لا يرانا فيه احد .

يقول الحداد : فوافقت على طلبها واخليت لها الدار وما ان دنوت لاقضي حاجتي منها رأيتها تضطرب ، وقالت : لم كذبت عليًّ ولم تفي لي بالشرط؟
قلت : واي شرط هذا ؟ قالت : ألم تعاهدني على أن تأخذني إلى مكان لا يرانا فيه أحد ؟قلت : نعم ، أليس هذا المكان خالٍ ؟

قالت : وكيف هو خالٍ وفيه خمسة يشهدوننا وهم : الله الذي يعلم خائڼة الاعين وما تخفي الصدور ، والملكان الموكّلان بك ، والملكان الموكّلان بي ، هؤلاء كلّهم حاضرون ويشاهدون عملنا ، ومع هذا أراك واهم ان لا يرانا هنا . خف ربّك يا رجل ، واصرف شهوتك عنّي ، يصرف عنك حرّ النّار .

تنّبهت من كلامها هذا ، وفكرت مع نفسي وقلت : ان هذه المراة مع ما بها من جوع وضيق تخاف ربّها إلى هذه الدرجة ، وانا لا اخشى مع كلّ هذه النعم التي منًّ بها عليًّ ؟. 

تبت إلى ربي من ساعتي تلك ، وتركت المرأة واعطيتها ما ارادت واذنت لها بالانصراف  ولما رأت هذا الموقف منّي رفعت طرفها إلى السماء وقالت : اللهم ! كما صرف هذا الرجل شهوته عني ، اصرف عنه حر الڼار في الدنيا والآخرة  ومنذ تلك اللحظة التي دعت لي المرأة فيها بهذا الدعاء صرت لا اشعر بحر الڼار 
إذا أتممت القراءه صلوا علي امام المرسلين صلي الله عليه وسلم

تم نسخ الرابط